احتضن فضاء الجامعة الأمريكية بطنجة أول أمس الجمعة ندوة بعنوان “الصحافي والسياسي، سوء الفهم الكبير”، والتي نظمها المركز الإعلامي المتوسطي، وهي الندوة التي عرفت لحظات مواجهة مثيرة بين ممثلي الإعلام وممثلي السياسة.
واعتبر الصحافي وكاتب الرأي المعروف رشيد البلغيثي أن العلاقة بين الصحافيين والسياسيين لم تعد تقتصر على سوء الفهم، بل وصلت مرحلة “كسر العظام”، موردا أن السياسي لا يحتاج إلى الصحافي صاحب التكوين الفاهم لمهمته كناقل للخبر، بل إلى “براح” يوصل الأخبار التي تأتيه من فوق.
أما عبد الصمد بن شريف، مدير قناة المغربية الإخبارية، فأشار إلى أن حالة الصدام بين الصحافي والسياسي نابعة من كون الأول يريد دائما كشف الأسرار التي يحاول الثاني طمسها عن الرأي العام، ما يخلق توجسا بين الطرفين، ومحاولات من السياسيين لإغراء الصحافيين لتوظيفهم بشكل سلبي، قبل أن يخلص إلى أن حالة الصدام بين الصحافة والسياسة غير مطروحة في الدول المستقرة ديموقراطيا، حيث يعرف كل طرف حدود عمله.
محمد خيي، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، اعتبر من ناحيته أن الملائكة لا يوجدون بين الصحافيين ولا بين السياسيين، كما أن استقلالية الإعلام عن السياسة ليست سوى وهم، خالصا إلى أن سوء الفهم بين الطرفين يتحلى حين يريد السياسي تحويل الصحافي إلى بوق أو حين يخدم الصحافي أجندات سياسية، لكنه في الوقت نفس أقر بأن الصحافة المهنية هي القادرة على تحريك المياه الراكدة في المجال السياسي.
من جهته قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي، إن سوء فهم السياسيين لطبيعة عمل الصحافيين بالمغرب راجع أساسا إلى أن الصحافة ولدت في حضن الأحزاب السياسية، ورغم المرور إلى مرحلة الصحافة المهنية، لا يزال السياسي يرى في الصحافي رجل دعاية، منبها إلى استمرار محاولات السياسيين المغاربة بقوة للحد من حرية العمل الصحافي والتي كانت آخر تجلياتها ما أسماه “قانون منع الحق في الحصول على المعلومة”.