Web Analytics
غير مصنف

الذكرى 31 لانتفاضة يناير أو حين نعت الحسن الثاني سكان الشمال بالأوباش + فيديو

واحد وثلاثون سنة مضت على ذكرى الانتفاضة الشعبية المجيدة، شهر يناير 1984، انتفاضة سالت فيها الدماء وأزهقت فيها الأرواح، وسقط المنتفضون الشهداء برصاص القمع، الذي لم يكن حينها مباليا بأي شيء يمكن أن نسميه الرأي العام، المراقب “للخروقات في مجال حقوق الإنسان”، وفي مجال البطش والاعتداء على الحريات الديمقراطية وأساساتها، حرية التعبير والاحتجاج والتظاهر والتنظيم..الخ

تعتبر هذه الانتفاضة، الأولى من نوعها في تاريخ المغرب الحديث، من حيث المدة، وجغرافية الامتداد، ونوعية القيادة والجهة السياسية التي تبنتها وعملت على تأطيرها..الخ انتفاضة شعبية أساسها الثورة على الظلم والتهميش، وأسبابها المباشرة الغلاء المتصاعد والتهاب الأسعار، بالإضافة لمحاولة، باءت بالفشل، وهي فرض رسوم على التلاميذ المرشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا تكريسا لتصفوية التعليم وطبقيته..

انتفاضة 1984 بالمغرب؛ والمعروفة أيضا بانتفاضة الخبز أو انتفاضة الجوع أو انتفاضة التلاميذ، هي مجموعة من الحركات الاحتجاجية اندلعت في 19 يناير 1984 في مجموعة من المدن المغربية، و بلغت ذروتها في الحسيمة والناضور وتطوان والقصر الكبير ومراكش.

عرف المغرب في بداية الثمانينات من القرن الماضي أزمة خطيرة شملت مختلف الميادين، خاصة في الميدان الاجتماعي والاقتصادي، حيث كان معظم سكان البلاد يعيشون في البوادي دون أدنى شروط العيش الكريم، وارتفعت نسبة البطالة بشكل مهول، وفي نفس الفترة انخفضت أسعار الفوسفاط في السوق الدولية، وسياسة الحسن الثاني التبذيرية في الصحراء أرهقت كاهل الدولة بسبب الإنفاق الضخم على التسليح لأجل حرب الصحراء حيث كلفت مليون دولار يوميا، كما وصلت ديون المغرب الخارجية آنذاك 7.000 مليون دولار، كل هذه الأسباب جعلت البلاد تعيش أزمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل مما دفع بالنظام إلى البحث عن سبل إعادة التوازن في الاقتصاد الوطني، فعمل على الرفع من أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية التي بلغت لأول مرة في تاريخ المغرب زيادة 18% بالنسبة للسكرو    67%بالنسبة للزبدة، أما بالنسبة للغاز والوقود فقد ارتفعت أثمنتهما بنسبة 20%، أما بالنسبة لقطاع التعليم، فقد أضيفت رسوم جديدة للتسجيل، تمثلت في دفع 50 درهما بالنسبة للتلاميذ الراغبين في التسجيل بالبكالوريا، و100 درهم بالنسبة للطلبة الجامعيين.

هذا الوضع هو الذي أدى في النهاية إلى تفجير الانتفاضة، بعد أن اتحد جميع المواطنين ضد هذه السياسة، حيث نزلت الجماهير الشعبية إلى الشوارع في مسيرات ألفية في مجموعة من أهم المدن منها الحسيمة والناظور وتطوان والقصر الكبير ومراكش ووجدة، ولم تتأخر الجماهير التلاميذية عن الخروج للتظاهر في الشارع استجابة لنداءات حركة التلاميذ التقدميين، وعبر اللجن الثقافية المشكلة بالعديد من المؤسسات بالمدينة، فكانت الانطلاقة يوم الخامس من يناير بمراكش، مباشرة بعد انتهاء عطلة رأس السنة، لتلتحق بركب المظاهرات جماهير الطلبة الجامعيين، بقيادة الطلبة القاعديين وعموم المناضلين التقدميين الإوطميين، دفاعا عن المجانية وعن مكتسبات الشعب المغربي في حقل التعليم، وكذا دفاعا عن القدرة الشرائية لبسطاء المواطنين من ذوي الدخل المحدود وبدرجة أولى العمال والمياومين وسائر الكادحين وصغار الموظفين..الخ عبر مناهضة الغلاء والرفض القاطع لأية زيادة في أسعار الخدمات والمواد الغذائية الأساسية.

فإلى جانب التلاميذ خرجت الحشود الجماهيرية، ونصبت المتاريس، وأغلقت مداخل الأحياء الشعبية، نموذج حي الباريو بتطوان، واندمج الشباب المعطل بالشبيبة التعليمية بالعمال والعاملات وربات البيوت والمياومين ومختلف أصناف الحرفيين والباعة المتجولين.. في معركة واحدة وكأنها الأخيرة والمصيرية من أجل الحرية والانعتاق.

واشتد القمع ونقلت التعزيزات لتغليب كفـّته، فخارت قوى المقاومة الشعبية، وسقط الشهداء، وسفكت الدماء الزكية وسقت الشوارع وأزقة الأحياء الشعبية، وزجّ بالمناضلين الشباب في مخافر الدرك والشرطة، السرية والعلنية، لتقدم بعدها الأفواج تلو الأفواج للمحاكمات المغلقة التي منعت من حضورها العائلات والصحافة والجمعيات..الخ

بعد القمع الذي تعرضت له المنطقة فرضت السلطات حظرا للتجوال على المواطنين، حيث كان يصعب على أي مواطن أن يخرج من مقر سكناه وإلا كان مصيره القتل، بقي الوضع على هذا الحال منذ انطلاق الانتفاضة إلى غاية 2 فبراير حيث قلت حدة الحظر إلى أن ارتفعت تدريجيا عن المنطقة. وفيما بين هاتين المدتين، قامت السلطات باعتقلات واسعة في صفوف المواطنين تميزت بالعشوائية أحيانا وبالانتقائية أحيانا أخرى، حيث كانت تقتاد هؤلاء إلى المراكز وتمارس عليهم مختلف أصناف التعذيب الجسدي والنفسي، ومنهم من تجاوزت مدة احتجازه في هذه المراكز عدة شهور قبل أن يلتحقوا بالسجون بلا محاكمات أحيانا وبمحاكمات صورية أحيانا أخرى.

مباشرة بعد ارتكاب النظام لهذه المجزرة الشرسة في حق الريف التي لا يبررها شيء، خرج الحسن الثاني لاستكمال ما تبقى حين ألقى خطابا يوم 22 يناير 1984 يصف فيه سكان الريف بـ “الأوباش” والمهربين والفوضويين وما جاور ذلك، بل ويذكر الريفيين بما قام به في نهاية الخمسينات رفقة أوفقير في حقهم بقوله ”وسكان الشمال يعرفون ولي العهد، ومن الأحسن أن لا يعرفوا الحسن الثاني في هذا الباب“.

وبرر الحسن الثاني ما حدث بالريف ومناطق أخرى بالمؤامرة الخارجية حين قال ”لما كنت سنة 1981 على أهبة السفر إلى نيروبي وقعت أحداث الدار البيضاء، فهل سمعتني أقول أنها مؤامرة ومؤامرة متعددة الأطراف؟ ولكنني اليوم أقول أنها مؤامرة ومؤامرة متعددة الأطراف“، تعددت الأطراف هنا ولكن في تصريحات الحسن الثاني فقط، بل الغريب أن هذه الأطراف التي يزعم وجدناها لأول مرة تلتقي حول هدف واحد، وهو إفشال المؤتمر الإسلامي الذي تم انعقاده حينها بالدار البيضاء – حسب زعم الحسن الثاني –، وذلك رغم أن هذه الأطراف المتآمرة تعادي بعضها البعض.

وقد حدد الحسن الثاني هذه الأطراف في ثلاث وهي، الماركسيين اللينينيين: ويقصد بهم ”منظمة إلى الأمام”، يرغبون في إفشال المؤتمر لأن أفغانستان حاضرة، حيث ستشرح للمؤتمرين الحالة التي يوجد عليها ”الحكم الغاصب في أفغانستان” كما قال الحسن الثاني في خطابه. وقد اتهمهما لأنها وزعت بمراكش يوم الجمعة 6 يناير 1984 على نطاق واسع منشورا مما جاء فيه ”ليكن في علمنا أن الوضعية الراهنة المريرة ليست نتيجة لحرب الصحراء التي يشنها النظام الملكي المهزوم على الشعب الصحراوي البطل، والتي ذهب ضحيتها الآلاف من أبنائنا، وليست نتيجة الجفاف كما يدعي الحسن السفاك، بل راجع إلى نهب خيراتنا من طرف الأمريكان والأعداء “. المخابرات الصهيونية: أرادت إفشال المؤتمر تخوفا من القوة التي يمكن أن تكون للدول الإسلامية المؤتمرة بعد انضمام مصر إليها. إيران: لأنها قاطعت المؤتمر الإسلامي وترغب في فشله، وقد صرح الخميني إبانها قائلا ”في هذه الأيام المصيرية التي يمر بها العالم الإسلامي حيث يعيش مخاضا صعبا يجتمع أناس يدعون تمثيل الشعوب الإسلامية ويطلقون على جمعهم هذا المؤتمر الإسلامي، والأجدر أن يسمى قمة التآمر والجهل، هؤلاء هم الحكام المتسلطون على رقاب شعوبنا الإسلامية، والذين لا يكاد ينجوا واحد منهم من ارتباطه بعمالته لأحد الشيطانين الأكبرين أمريكا وروسيا“.

وقد اتهم الحسن الثاني هذه الأطراف، ليس إيمانا منه بأنها هي المتسبب الحقيقي في الانتفاضة، ولكن لكي يقدم تبريرا للدول المشاركة في المؤتمر الإسلامي وباقي دول العالم، لأن الانتفاضة تم تفجيرها وهو في قاعة المؤتمر، وقد قام في خطابه بالتصريح بما يناقض تبريره هذا وذلك حين قال ”الزيادات لن تكون”، ومن ثم فالحسن الثاني أوقف الزيادات لأنها كانت فعلا هي المشكلة.

https://www.youtube.com/watch?v=ucw6ymoO0U4

اظهر المزيد

Chamal Post

شمال بوست (Chamal Post | CP) موقع قانونيّ مسجّل تحت رقم 2017/06 جريدة بشعبة الحرّيّات العامّة بالنّيابة العامّة للمحكمة الابتدائيّة بطنجة بظهير شريف رقم 122.16.1 / قانون 88.13 المتعلّق بالصّحافة والنّشر 2013-2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى