Web Analytics
غير مصنف

تفاصيل حصرية.. هكذا وصل المهاجرون إلى متن الزورق الذي أطلق عليه النار، وهكذا انتهى حلمهم

تمكنت شمال بوست من لقاء إحدى الناجيات من الزورق السريع الذي تعرض لإطلاق النار من طرف البحرية الملكية، حيث سردت الشابة، التي فشلت رفقة آخرين في الوصول إلى اسبانيا، تفاصيل إبحارهم من سبتة وكيف اعترضتهم وحدة تابعة للبحرية الملكية وأطلقت النار عليهم قبل توقيفهم.

تحكي الشابة التي رفضت الكشف عن اسمها، أنها كانت في البداية على اتفاق مع شخص (سمسار) من مدينة تطوان على تهجيرها نحو اسبانيا، حيث اتفقت معه على تسليم الأشخاص الذين سيتكلفون بمهمة التهجير، مبلغ 70 الف درهم مباشرة بعد وصولها الى الضفة الاخرى، وأن التهجير سيتم بواسطة يخت سياحي سينطلق من مدينة سبتة المحتلة.

وأضافت الشابة في سردها للحادث وهي تحكي لشمال بوست، أنه طلب منها في البداية الانتظار لبضعة أيام، قبل أن يتصل بها (السمسار) وطلب منها التوجه يوم الثلاثاء 18 شتمبر 2018 في الصباح الباكر إلى مدينة سبتة، حيث سيكون في انتظارها أشخاص على سيارة ذات مواصفات معينة (أدلت بها لمصالح الدرك الملكي)، وهو الأمر الذي التزمت به ونفذته، حيث تمت الخطة كما قال لها (السمسار).

وبعد لقاءها، تضيف الشابة لشمالأضف جديداً بوست، مع الشخص الذي كان ينتظرها بسبتة، قام بإيصالها إلى إحدى الأماكن بالقرب من ميناء سبتة حوالي العاشرة صباحا، حيث وجدت مجموعة أخرى من الشباب (حوالي 14) و3 شابات، والذين طلب منهم التزام الصمت والانتظار تحت قنطرة قرب البحر قدوم اليخت الذي سيقلهم إلى اسبانيا.

لحظات بعد ذلك فوجأ الجميع بقدوم زورق مطاطي من نوع “GO FAST”، وبعدما طلب منهم (ن) الصعود إلى متنه، قام مجموعة من المهاجرين بالاحتجاج ورفض الأمر في البداية، لأن الاتفاق كان حول يخت سياحي وليس زورق مطاطي، قبل أن يظطروا في النهاية إلى الصعود والانطلاق نحو اسبانيا.

تضيف الشابة أن عددهم كان حوالي 18 مهاجر ومهاجرة بالاضافة إلى ثلاثة مسؤولين عن المركب، كانوا جالسين على مقاعد القيادة وكانت تجلس بينهم الشهيدة “حياة” التي قتلت بعد إصابتها برصاص البحرية الملكية، بينما كان البقية يجلسون وسط الزورق وعلى جنباته.

تسترسل الشابة قائلة أنهم كانوا قريبين من الضفة الأخرى، خاصة أن المراكب وميناء الجزيرة الخضراء كان يظهر لهم (ن) في الأفق واضحا، قبل أن يفاجؤوا بظهور مركب عسكري تابع للبحرية الملكية، والذي قام طاقمه في البداية بإطلاق رصاص في الهواء، ومباشرة بعد تغيير قائد الزورق المطاطي لاتجاهه محاولا الهرب، قام المركب العسكري بإطلاق الرصاص مباشرة نحوهم (ن)، ومع كل مناورة للزورق المطاطي من أجل الفرار، كان الرصاص يصيب المهاجرين الذين كانوا يلوحون بآياديهم ويصرخون ويرددون الشهادتين، وفي النهاية أصيب الزورق وتوقف حيث تم توقيف الجميع بينما التحقت بالمكان وسط البحر مركبة أخرى تابعة للدرك البحري قامت بنقل المصابين لوحدهم وتم نقلنا نحن لوحدنا.

تنهي الشابة حديثها والدموع تغالبها، “كان الجميع مرعوبا وكانت الدماء تملأ الزورق المطاطي، لم نكن نريد غير الهجرة إلى اسبانيا، كنا قريبين جدا قبل أن ينتهي حلمنا الذي غامرنا من أجله بحياتنا وفقدت “حياة” حياتها ثمنا له”.

اظهر المزيد

Chamal Post

شمال بوست (Chamal Post | CP) موقع قانونيّ مسجّل تحت رقم 2017/06 جريدة بشعبة الحرّيّات العامّة بالنّيابة العامّة للمحكمة الابتدائيّة بطنجة بظهير شريف رقم 122.16.1 / قانون 88.13 المتعلّق بالصّحافة والنّشر 2013-2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى