طنجاوي و راسي عالي ، هي تلك العبارة التي أبهرت العالم، حيث جعلت جل وسائل الإعلام العالمي تجعل مدينة طنجة وجهة اهتمامها، نظرا للأحداث البارزة و المتميزة التي شهدتها مدينة طنجة خلال سنة 2015، والتي كانت دائما ترفع شعار طنجاوي و راسي عالي.
طنجاوي وراسي عالي قصة عشق لا تنتهي إن هذه عبارة تختزل عشقا لا ينتهي وقصة حب أسطورية تجمع ساكنة المدينة، بمدينتهم عروس الشمال، فأينما رحلت وارتحلت تجد أذنيك تلتقط هذه العبارة التي يرددها الكبار والصغار، نساء ورجال، شيوخ وشباب.
طنجاوي وراسي عالي واتحاد طنجة هي تلك العلاقة الجدلية التي لن تنتهي نهائيا، قصة بطلها جمهور أزرق رائع يتغنى بحبه لمدينة طنجة في السراء والضراء يصفق لها عند الهزيمة قبل الانتصار و يدعمها في محنها قبل فرحها و تألقها، فما إن تضع قدميك في الملعب الكبير تجد نفسك مضطرا لترك عينيك تتمتع بجمالية الملعب، جهور كبير مكون من نساء ورجال شيوخ وشباب وأطفال يحجون لدعم فريقهم و يبدعون في تشجيعهم، لدرجة أنهم أصبحوا يبهرون العالم، فكل اللوحات التشجيعية التي يقدمها الجمهور الطنجي لها دلالات قوية بإفتخارهم بمدينتهم وبتاريخهم فهم حفد ابن بطوطة.
طنجاوي وراسي عالي و ثورة الشموع، إنها الثورة التي أبهرت العالم وجعلته يقف وقفة إجلال و إحترام إنها ثورة الشعب المبجل البعيد أن أي تأطير سياسي أو نقابي أو جمعوي، ثورة مدنية طالبت برحيل أمانديس فأبدعت في الأشكال النضالية مسيرات الشموع التي شاركت فيها عشرات الألاف من المواطنين، كانت عبارة أن أشكال نضالية تختزل في عمقها عشق كبير لساكنة طنجة لمدينتها، وافتخار كبير لهؤلاء بمدينتهم لأنهم لن يقبلوا أن تصبح المدينة وجهة للمستغلين و للمستعمرين الجدد. ولعل أبرز ما كان يشد الأنظار كون أن كل هؤلاء المحتجين لم يترددوا أبدا في رفع شعار طنجاوي وراسي عالي عبر شعارات ولافتات كان يتم رفعها.
طنجاوي وراسي عالي و”تمرد” جميل في الأحياء تمرد على واقع الأحياء الشعبية، تمرد جميل يعكس مدى ارتباط السكان بهويتهم، فهذا التمرد الذي تشهده مدينة طنجة في العديد من الأحياء الشعبية جعل كل المنابر الإعلامية والدولية تواكب إبداعات شباب المدينة في أحيائهم، جدران بلون موحد ورود و رسومات تتغنى بالتاريخ الجميل للمدينة في كل مكان. إنه إذن تمرد على الواقع، تمرد أعاد الأحياء الشعبية لمدينة طنجة التي كانت مليئة بالتضامن والتآخي إلى وجهتها الطبيعية، وتمرد أي على السلطات والهيئات السياسية والجمعوية التي ربما سقط منها سهوا أو عن قصد الاهتمام بهذه الأحياء التي أصبحت تعيش النسيان والتهميش.