تشهد منطقة أمزورن وبني بوعياش في الريف شمال البلاد يومه الأحد 26 مارس الجاري مواجهات عنيفة أسفرت عن جرحى وإحراق سيارات للأمن وأضرار أخرى، وتأتي ضمن سلسلة الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة منذ الحادث المأساوي الذي أودى بحياة تاجر الأسماك فكري.
وفي غياب بيان من الدولة المغربية وأساسا وزارة الداخلية، تفيد المعطيات الواردة من المنطقة سواء عبر حسابات بعض نشطاء المجتمع المدني أو جرائد رقمية محلية مثل أريفينو أن المواجهات انطلقت عندما حاولت قوات الأمن اعتراض مسيرة للتلاميذ وبعض الشباب من بني بوعياش مرورا بإمزورن وبوكيدارن نحو مدينة الحسيمة.
ونتج عن تطويق قوات الأمن للمسيرة مواجهات قوية بين الطرفين، فمن جهة، أراد التلاميذ والشباب مواصلة المسيرة نحو الحسيمة، ومن جهة أخرى صممت قوات الأمن على اعتراضها.
وتفيد جريدة أريفينو “تطورت المواجهات الى أحداث خطيرة بعد احراق عدد من سيارات القوات العمومية، وحاصرت النيران العشرات من افراد الشرطة داخل منزل قبالة قاعة الحفلات ببي بوعياش”. وتضيف “واستعملت القوات العمومة لاول مرة القنابل المسيلة للدموع، بعد اشتداد المواجهات، خاصة بعد محاصرتهم من طرف مجموعة من المحتجين في مناطق مختلفة”.
ولم تهدأ المواجهات، وتأتي ضمن سياق التوتر الذي يسيطر على الريف منذ اندلاع الربيع العربي، حيث كانت بين الحين والآخر تندلع احتجاجات ومواجهات، وشهدت تطورا مقلقا خلال الحادث المأساوي عندما تم طحن الشاب فكري في شاحنة للأزبال خلال نوفمبر الماضي. ولم تهدأ الاحتجاجات منذ ذلك الوقت حيث تطورت الى تحرير أجندة ذات مطالب اجتماعية دقيقة تخص الريف.
ولم تنجح الدولة في التحاور مع الحركة الاحتجاجية في الريف، فمن جهة تراهن على العصا في بعض اللحظات ومن جهة أخرى تفضل سياسة الجزرة، كلن يبقى المعطى الرئيسي هو التوتر المسيكر عليه من الجانبين، لكن الاحتقان ينفجر أحيانا كما وقع الأحد 26 مارس الجاري.