في ظلمة آفة المخدرات وأخطارها، انبعثت شعلة جمعية “أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات” لتنير دروب المنغمسين والمنتشين في وحل الإدمان وتأخذ على عاتقها أمانة التنوير والتحسيس بواحدة من أخطر الظواهر التي أصابت المجتمع المغربي وبدأت تهدد كيانه وتماسكه، والترافع من أجل حق من وقعوا في ظلامها في العلاج والرعاية.
جمعية أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات أوجدت لنفسها موقعا داخل مجال التحسيس بمخاطر الإدمان بفعل تشكيلة مكتبها الذي يضم مختصين وحقوقيين وجمعويين خبروا معنى المسؤولية والضمير الحي اتجاه العوائق التي تعترض بنية المجتمع المغربي وتهدد أمنه وسلامته.
وتعمل جمعية أمل منذ تأسيسها على الترافع من أجل فئة مرضى الادمان على المخدرات في إقليمي تطوان والمضيق الفنيدق أساسا، كما تعمل عبر أنشطة ومبادرات متنوعة على التحسيس بمخاطر آفة المخدرات خاصة بين الشباب عبر مقاربات وقائية للحد من انتشار ظاهرة الادمان والبحث أيضا مع شركاء آخرين على حلول لمعالجة الظاهرة.
تعد جمعية أمل من الجمعيات النشيطة في مجال مبادرات الوقاية والتحسيس من أخطار المخدرات، فقد راكمت الكثير من التجارب ونزلت بثقلها وخبرتها للميدان، عارفة بأن الظاهرة تستدعي العمل على الأرض وليس التنظير ونشر البيانات والبلاغات، ومن هنا جاء تنظيمها للملتقى الأول ” أمل لدراسة ظاهرة المخدرات والإدمان ( الوقاية – العلاج – الإدماج ) ”، الذي نظمته بشراكة مع الكلية المتعددة التخصصات بمرتيل، وبتنسيق مع مركز حقوق الإنسان بشمال المغرب وجمعية توازة لمناصرة المرأة، ومركز التربية والتكوين بشمال المغرب ونادي مرتيل للإعلام والتواصل.
وهو اللقاء الذي عرف مشاركة ثلة من الباحثين والمختصين والمتدخلين في موضوع المخدرات والإدمان، ولذلك لمناقشة الموضوع من مختلف الزوايا القانونية والصحية والسوسيولوجية، وذلك لوضع مقاربة شاملة وخارطة طريق واضحة تهدف للتصدي لهذه الآفة الخطيرة التي غزت المجتمع المغربي والشمالي على وجه الخصوص.
ولكون أعضاء الجمعية يؤمنون أن ظاهرة الإدمان لها امتدادات دولية وتستدعي تدخل مختلف الأطراف وطنية ودولية فقد وضعت ملف الإدمان على طاولة منظمة الصحة العالمية عبر لقاء جمعها مع الدكتور ”يفيس سوتيراند” ممثل المنظمة العالمية بالمغرب والسيد ”أحمد شهير” منسق برامج منظمة الصحة العالمية بالرباط لبحث سبل التعاون من أجل التصدي لظاهرة الإدمان على المخدرات ودعم شريحة مرضى الإدمان بكافة الوسائل المتاحة.
وقدم أعضاء جميعة أمل أمام ممثلي الهيئة الدولية تصورهم من أجل التصدي لظاهرة الإدمان بمدينة تطوان التي تعرف نسب مرتفعة وجد مقلقة تنذر بكارثة مجتمعية حقيقية ما لم تتجند مختلف الجهات سواء المدنية أو الرسمية للوقوف بحزم ضد هذا الخطر الذي أضبح ينخر جسد المجتمع بتطوان ونواحيها.
كما حظيت الجمعية بتوقيع اتفاقية إطار مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان وللمجتمع المدني، خلال المناظرة الثانية حول ” المجتمع المدني وآفة المخدرات : الواقع والرهانات ” التي احتضنتها القاعة الكبرى بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان، وذلك لدعم مبادرات المجتمع المدني للإنخراط الواسع في التصدي لظاهرة الإدمان على المخدرات عبر مجموعة من المشاريع بغرض التحسيس والتوعية والوقاية من هذه الآفة.
يعي أعضاء جمعية أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات، أن ظاهرة الإدمان لا تستوجب فقط تنظيم ملتقيات وتوقيع اتفاقيات تبقى مجرد حبر على ورق، بل يؤمنون بأن العمل على الأرض والانخراط في برامج الوقاية والتحسيس مجتمعيا وعبر شراكات مع قطاعات مختلفة كالتعليم باعتبار أن الفئة الأكثر تعرضا لخطورة الإدمان هي شريحة المراهقين والتلاميذ في المؤسسات التعليمية هو السبيل الوحيد والكفيل بمواجهة الآفة والوقوف في وجه تمددها داخل كيان المجتمع المغربي.
جمعية أمل ولتأسيس عملها في مجال الوقاية والتحسيس والرعاية في مجال الادمان، عززت عملها بدراسة شاملة حول آفة المخدرات بالمنطقة ومرضى الادمان، حيث تستعد في الأيام القادمة إلى الاعلان بشكل رسمي عن نتائج الدراسة التي أنجزت لتكون إضافة نوعية وعلمية في مجال الترافع وحماية شابات وشباب المنطقة ودليلا لكل المتدخلين في مجال محاربة المخدرات ورعاية مرضى الادمان.