يرى التجمعيون أن وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي والأخضر “عبد الحفيظ العلمي” يعد الواجهة المشرقة للحزب داخل الحكومة المغربية بفعل الاستثمارات التي توقعها الأخيرة مع شركات عالمية خاصة في قطاع السيارات وأجزائها.
ويؤكد منتسبو حزب الحمامة، أن “العلمي” استطاع فرض نفسه واسمه كأهم الوزراء الذين يحظون بالتقدير لدى الداوائر العليا، بفعل سياسته في جعل المغرب يزاحم الدول الكبرى في مجال الصناعات الميكانيكية. وتمكن وزير التجارة والصناعة من توطين عدد من الشركات بمدن طنجة والدار البيضاء والقنيطرة، وأخيرا سيتم افتتاح وحدة صناعية يابانية بمكناس.
غير أن تجمعيون مثل “رشيد الطالبي العلمي” الذي يعد من صناع القرار داخل حزب الحمامة لم يتمكن من استغلال موقعه وقربه من رئيسه “أخنوش” وصديقه وزير التجارة والصناعة للدفاع عن المدينة التي طالما يقصدها فقط خلال الانتخابات ويغادرها سريعا بعد فشله في الحصول على رئاسة جماعة تطوان، حتى أنه لم يحضر ولا دورة واحدة للمجلس الجماعي على الرغم من كونه لم يعد يتقلد أي منصب حكومي أو برلماني.
وعلى الرغم من افتتاح المنطقة الصناعية واللوجستيكية “تطوان بارك”، في وجه المقاولين وأصحاب رؤوس الأموال الراغبين في الاستثمار، سواء في الوحدات الإنتاجية واللوجستيكية، إلا أن “الطالبي العلمي” أو أي من برلمانيي الحزب عن دائرة تطوان لم يندفعوا في اتجاه إقناع وزير التجارة والصناعة بتوطين على الأقل إحدى الشركات الكبرى في المنطقة الصناعية الجديدة أو جلب استثمارات أجنبية ووطنية لفتح المجال أمام حاملي الشهادات للحصول على فرص عمل جديدة.
كانت مدينة تطوان تعد معقلا سابقا للتجمعيين الذين خلفوا الاتحاد الاشتراكي، وكادوا في إحدى المناسبات أن يحققوا الأغلبية المطلقة في مجلس جماعة تطوان، قبل أن يفقدوا توهجهم لصالح حزب العدالة والتنمية. غير أن واحدة من أسباب هذا التراجع يحملها عدد من المتتبعين والداعمين للحزب لرئيسه “الطالبي العلمي” الذين يرون أن ارتباطه بالمدينة انتخابي بالأساس وتحكمه المصلحة السياسية والشخصية وليس الانتماء والرغبة في خدمتها ولو من خلال موقعه بالحكومة خاصة في المناصب التي تقلدها سابقا كان آخرها وزارة الشباب والرياضة.
ولم ينس التطوانيون أن “الطالبي العلمي” الذي تقلد منصب وزير الشباب والرياضية قبل إعفائه، فشل في الدفاع عن المركب الرياضي الكبير بتطوان الذي أصبح خارج اهتمام الحكومة المغربية، والأدهى من ذلك أن “الطالبي العالمي” والذي نجح كبرلماني عن دائرة تطوان، تحاشى خلال جلسة للأسئلة الشفهية بالبرلمان الإجابة عن سؤال طرح عليه بخصوص توقف الأشغال بالمركب الرياضي بشكل مباشر بحيث ربط ذلك بكون الحكومة تولي أهمية للمشاريع ذات الأولوية الاستعجالية كالسدود، بل أكد في تعقيبه على أن الأولوية ستعطى للمركب الجديد بالدار البيضاء.
ويعيب الكثير من المتتبعين، على “الطالبي العلمي” عدم استغلاله الفرص لتلميع صورته المهزوزة والتي تكاد تنمحي لدى التطوانيين، وعدم تمكنه من جعل موقعه المهم داخل الحزب الذي يسير وزارات وقطاعات مهمة بالحكومة كالمالية والتجارة والصناعة والفلاحة والصيد البحري والسياحة في خدمة مدينته اقتصاديا ورياضيا، وإنما يجعلها فقط محطة لتحقيق غاياته السياسية والانتخابية.
أخيرا يطرح سؤال طويل وعريض حول مستقبل التجمع الوطني للأحرار بتطوان، ومدى قدرته على استغلال تراجع شعبية منافسه الأول حزب العدالة والتنمية في تقوية علاقاته بالطبقة الناخبة ودفعها إلى وضع ثقتها مجددا بمرشحي الحزب للانتخابات الجماعية والتشريعية القادمة.