Web Analytics
مقالات الرأي

الدبلوماسية المغربية تفرض نفسها كفاعل أساسي في القضايا الدولية والعلاقات الثنائية

تمكن المغرب في السنوات العشرين الأخيرة من تحقيق تطور ونجاح باهرين في الدبلوماسية الخارجية، واستطاع أن يفرض نفسه بقوة في العلاقات الدولية، إذ تطورت علاقته ببعض الدول تطورا سريعا مبنيا على التعاون الإيجابي في مجالات متعددة كمواجهة الإرهاب والهجرة غير النظامية ودخوله وسيط في النزاعات الإقليمية – ليبيا على سبيل المثال -، وذلك راجع إلى أن العلاقات الدولية عملية تتفاعل فيها مجموعة من المصالح المتبادلة، و فضاء تتشكل فيه أبعاد الدبلوماسية من خلال تحقيق التواصل بين الدول وحماية مصالحها والحفاظ على السلم العالمي.

وقد ركزت الدبلوماسية المغربية خلال العشرين سنة الأخيرة على الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية المتعددة الاتجاهات، عبر الرهان ولأول مرة على إفريقيا من خلال توسيع علاقاته السياسية والاقتصادية مع مجموعة من الدول والتي مكنته من سحب اعتراف عدد هام منها بجبهة البوليزاريو وتضييق الخناق عليها داخل منظمة الإتحاد الإفريقي وممارسة المواجهة المباشرة بدل سياسة الكرسي الفارغ.

عملت الدبلوماسية المغربية بجهد على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، نظرا لدورها الريادي الذي تتمتع به دوليا على المستويين السياسي والاقتصادي، و هو ما أسهم في تقديم الدعم الوافر لقضية الوحدة الترابية للمملكة عبر إصدار قرار رئاسي يقضي بالاعتراف بمغربية الصحراء المتنازع عليها منذ أزيد من 45 سنة. وترتبط الدبلوماسية المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية ارتباطا تاريخيا مهما، بالنظر إلى مركزيتها في العالم ، حيث راهنت الدبلوماسية المغربية على و.م.أ في مجموعة من الميادين، توجت بتوقيع عدة اتفاقيات أهمها إتفاقية التبادل الحر واتفاقية ميثاق تحدي الألفية سنة 2007 ، والتي مكنت المملكة المغربية من الحصول على مساعدات مالية مهمة لتحفيز النمو الاقتصادي والرفع من الانتاج، وتحسين ظروف العمل في قطاعات مثل الفلاحة والصيد البحري والصناعة التقليدية ودعم المقاولات. هذا وقد اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية مقترح الحكم الذاتي إطارا واقعيا للتفاوض من أجل الوصول الى حل سياسي توافقي.

لقد ارتبط تطور الدبلوماسية المغربية خلال العشرية الأولى من الألفية الثالثة بعدد من الدول الاوروبية بعلاقات سياسية واقتصادية وإنسانية وطيدة تمتد جذورها إلى عمق التاريخ ويدعمها القرب الجغرافي، وهو ما يجعل من الدبلوماسية تولي اهتماما بالغا لهذه العلاقات. وعملت وزارة الخارجية على مواصلة الجهود الرامية إلى تشجيع العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي مع الدول الشريكة للمغرب، خاصة من خلال تبادل الزيارات والمشاورات السياسية، إضافة إلى كون الوحدة الوطنية لوحدتنا الترابية، والدفاع عن مصالح الجالية المغربية، ودعم التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية، مثلت أهم القضايا التي ميزت العمل الدبلوماسي المغربي تجاه القارة الأوروبية. وقد تميزت العلاقات المغربية مع عدد من الدول الاوروبية بالحيوية في مختلف المجالات وهو ما يتبين من خلال التشاور السياسي المنتظم للمغرب مع فرنسا، ما يعكس زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية في أكتوبر 2007 ، و التي أكدت على الطابع المتميز للعلاقات الثنائية. كما ارتبط المغرب بحوار متواصل مع الجارة الشمالية إسبانيا، وقد توج بعقد دورة للجنة العليا المشتركة ، لتعكس التطور الإيجابي وسط عدد من الملفات العالقة .

إن الدبلوماسية المغربية خلال العشرين سنة الأخيرة عملت على توطيد العلاقات مع عدة أطراف دولية عن طريق تحسين العلاقات و تفعيلها وخلق فرص أقوى للتعايش بين الأمم، وقد ركزت في ذلك على الجانب الاقتصادي والتنموي كما هو الشأن في افريقيا، والتعاون المربح كما هو الحال مع اوروبا و الصين. ويظل هذا التوجه الدبلوماسي منبثقا عن رؤية استراتيجية فاعلة وقوية تهدف أساسا إلى جعل المغرب فاعلا دوليا حقيقيا وقويا.

اظهر المزيد

Chamal Post

شمال بوست (Chamal Post | CP) موقع قانونيّ مسجّل تحت رقم 2017/06 جريدة بشعبة الحرّيّات العامّة بالنّيابة العامّة للمحكمة الابتدائيّة بطنجة بظهير شريف رقم 122.16.1 / قانون 88.13 المتعلّق بالصّحافة والنّشر 2013-2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى