في ليلة هادئة، وصبيحة يوم الأحد، على بعد ساعات من نهائي اخر،وهذه المرة بالقارة العجوز. غزا المنتخب الأرجنتيني مرة أخرى قارة أمريكا الجنوبية، وجعلها تهتز بعد 28 عامًا ضد منافسه الكلاسيكي المنتخب البرازيلي، في ماراكانا الأسطوري بريو دي خانيرو. انتهى وقت الإنتظار بالنسبة لميسي ليحقق لقبه الاول والمهم مع منتخب بلاده، وليتوج بطلا لكأس أمريكا 2021 ، بعد ميدالية ذهبية أولمبية وبطولة عالمية تحت 20 سنة، بالإضافة الى أنه الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني واللاعب الذي ارتدى قميصه في معظم الأوقات.
ما ينقص ميسي في سجله التاريخي فقط الفوز بكأس العالم، ليكمل رقما قياسيا مثالياً ولقد كان بإمكانه تحقيقه في مونديال البرازيل 2014 والذي كان حزينا ومأساويا في نهاية جمعت منتخبه الوطني بنظيره الألماني بملعب ماراكانا بريو دي جانيرو والتي تم حسمها في الدقيقة 113 من الشوط الإضافي الثاني امام الإلمان. وأمامه فرصة اخيرة بعد سن 35 في مونديال قطر 2022 ولكن تنتظره قبل ذلك اقصائيات ملتهبة للتأهل للنهائيات .
إحتضن ملعب ويمبلي بلندن منافسة كروية اخرى مهمة،وهذه المرة يتعلق الأمر بنهاية كأس أوروبا للأمم : الأورو 2020 ويمبلي ملعب من اهم الملاعب العالمية، و أطلقت عليه مجموعة من الألقاب منها :”مقر الأساطير”و”بيت كرة القدم ” كان ملعب ويمبلي القديم ملعبًا استضاف نهائي كأس أوروبا (الآن دوري أبطال أوروبا) خمس مرات،وهو رقم قياسي حتى الآن،ويعد أحد الملاعب القليلة التي تشرفت باستضافة نهائي كأس العالم لكرة القدم .
ومن هنا إرتأيت الرجوع الى إحصائيات رقمية تؤطر منافسة نهائية من قيمة منافسة قارية للمنتخبات : كأس أوروبا للأمم . وتعد هذه هي المباراة النهائية الثالثة لبطولة كبرى (العالم / اليورو) تقام على ملعب ويمبلي.في المنافستين السابقتين تم الفوز في الأشواط الإضافية،حيث فازت إنجلترا على ألمانيا في كأس العالم 1966 وألمانيا على جمهورية التشيك في يورو 1996.
وسيكون هذا أول ظهور لإنجلترا في نهائي بطولة أوروبا،والأول في نهائي بطولة كبرى منذ فوزها بكأس العالم 1966.وهي أطول فترة زمنية متتالية بين نهائيات كبرى (كأس العالم / يورو) لدولة أوروبية وصل عدد سنواتها (55 عامًا).
إنجلترا هي الدولة الـ13 المختلفة التي تشارك في نهائي كأس أوروبا (باعتبار تشيكوسلوفاكيا وجمهورية التشيك واحدة)، ثلاثة فقط من أصل 12 خسروا أول نهائي لهم في المسابقة: يوغوسلافيا (1960) وبلجيكا (1980) والبرتغال (2004). بالنسبة للطرف الثاني والذي يحضى بشرف المنافسة، واعني به منتخب إيطاليا المتخصص في النهائيات بحيث هذه هي المباراة النهائية العاشرة لبطولة كبرى لإيطاليا (6 في نهائيات كأس العالم،و4 في كؤوس أوروبا)،وتعد ألمانيا فقط (14مرة) الوحيدة التي شاركت في أكثرالمنافسات بين الدول الأوروبية. فازت إيطاليا ببطولة اليورو في عام 1968، لكنها خسرت نهائيين متتاليين في المسابقة (2000 و 2012).
أنهت إيطاليا المنافسة كوصيف في بطولة أوروبا مرتين ،خسرت أمام فرنسا في 2000 وأمام إسبانيا في 2012. فقط ألمانيا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (ثلاثة لكل منهما) احتلت المركز الثاني أكثر من إيطاليا في المسابقة.وبالتالي استطاع المنتخب الإيطالي في هذا النهائي أن يسجل انجازا رائعا بالتتويج للمرة الثانية في تاريخه .
الشوط الاول تميز بتفوق للمنتخب الانجليزي الذي ضرب بقوة منذ الدقيقة الثانية بهدف السبق الرائع للاعب لوك شاو( Luke Shaw ) .المنتخب الايطالي لم يدخل في اجواء اللقاء،وترك المبادرة لأصحاب الارض.الجولة الثانية تحسن مستوى إيطاليا حيث تمكن المدافع الكهل بونوتشي من تعديد الكفة في الدقيقة 66 ليرد الأمور الى نصابها و تبقى النتيجة على ما هي عليه حتى الوقت القانوني و الالتجاء الى الأشواط الإضافية الثامنة في الأورو 2020،وسادس نهاية من نفس المنافسة يتم اللجوء فيها الى هذه الأشواط .
نهاية ممتعة ومشوقةومثيرة لا تصدق، البطل كان دوناروما الحارس الايطالي، الذي أنقذ آخر ركلتي جزاء ليقودمنتخب روبرطو مانشيني إلى التتويج في ويمبلي.
إيطاليا 1 إنجلترا 1 و الفوز و التتويج بركلات الترجيح ( 3-2)
