صراع خفي في حزب الإستقلال بمدينة طنجة، أيام قليلة فقط قبل الإنتخابات، ففي الوقت الذي كان الجميع يظن أن حزب الإستقلال قد إسترجع قواه التنظيمية والسياسية، خصوصا بعد النتائج الكارثية التي حقهها حزب “الميزان” بطنجة، خلال الإنتخابات الجماعية 2015 والإنتخابات التشريعية 2016، فإن الحزب يعرف مشاكل كبيرة لدرجة أنهم لم يستطيعوا إعداد لوائح إنتخابية قوية جدا.
جل المتتبعين، أكدوا ان الإستقلال سوف يكون رقما صعبا خلال الإنتخابات المقبلة، نظرا للعمل التنظيمي الكبير الذي قامت به الفروع وأيضا القطاعات الموازية، أو من خلال إستقطاب أسماء إنتخابية بإمتياز، مثل أقبيب وعثمان ورياش ومحمد الحمامي، إلا أن العكس حاصل، ولعل إستقالة أعضاء فرع الشبيبة الإستقلالية ببني مكادة، وغضب ورياش بمقاطعة المدينة وصعوبة إعداد لائحة قوية بالمغوغة، ونتائج الإنتخابات بغرفة الصناعة التقليدية، يتضح أن الحزب أصبح يعيش إشكالات حقيقية، ربما تتعلق بالتقديرات السياسية، أو ربما تتعلق بالإختيارات السياسية التي فضلت تهميش عدد من أبناء وشباب الحزب.
فمن خلال تتبع التطورات التي يعرفها حزب الإستقلال بإقليم طنجة أصيلة، بات من الصعب التكهن بحصول الأخير على نتائج مرضية تمكنهم من التسيير الجماعي، أو على الأقل المساهمة بالتسيير بشكل قوي والتمثل في جل المؤسسات المنتخبة الجماعية أو الإقليمية”المقاطعات الأربع بطنجة/مجلس المدينة/ العمدة ونوابه/المجلس الإقليمي/جماعة أصيلة”، خصوصا أن بعض المقاطعات تعرف تواجد لوائح إنتخابية جد قوية.
نفس التخوف الحاصل على المستوى الجماعي، نجده على المستوى الإنتخابات التشريعية بالدائرة الإقليمية طنجة اصيلة، والتي من المنتظر أن تجرى بتاريخ 8 تشنبر من الشهر الجاري، خصوصا وأن حزب الإستقلال أصبح ضعيف جدا بمدينة أصيلة، كما ان عدد من البوادي والقرى لا ينتشر فيها بشكل جيد، ناهيك عن المقاطعات التي تعتبر بمقاطعات الموت إنتخابيا، علما إذا ما إستحضرنا أن هناك خمسة لوائح أخرى قوية جدا، لائحة العدالة والتنمية ولائحة الإتحاد الدستوري، ولائحة الأصالة والمعاصرة، إذ يبدوا هؤلاء قادرون على حسم مقعدهم البرلماني بشهولة كبيرة، بالإضافة إلى لائحة حزب الأحرار ولائحة الإتحاد الإشتراكي، فهل يستعطيع رفاق “نزار بركة” بقيادة الحمامي من حسم مقعد برلماني؟
تبقى الملاحظات المطروحة فقط بمتابة تكهنات، قد تخضع للتغيرات أو للمفاجئة وفق عدة عناصر تحدد لحظة يوم الإنتخابات، من بينها نسبة المشاركة، والبرامج المقدمة وغيرها من العوامل.
