ستة أيام على دخول عمال النظافة التابعين لشركة “ميكومار” المفوض لها تدبير القطاع بمنطقة -الأزهر- في إضراب عن الغمل دون أن يعرف المشكل طريقه للحلحة أو إيجاد صيغة مرضية لاستئناف العمال عملهم، في ظل استمرار سياسة شد الحبل بين الأطراف المتداخلة في الموضوع ورفض السلطة المحلية لاقتراحات رأت أنها ستساهم في رفع مستوى الاحتقان في صفوف العمال.
بداية الخلاف بين “ميكومار” والعمال اندلع يوم 17 مارس الماضي، حين تأخرت الشركة في منحهم تسبيق عن أجرتهم الشهرية كما جرت به العادة دائما، الأمر الذي دفع بالعمال إلى الدخول في إضارب ابتداء من تلك الليلة، وعلى الرغم من أن الشركة قدمت في اليوم الموالي عرضا للعمال بأخذ تسبيقات عن رواتبهم إلا أنهم رفضوا ذلك بعد اكتشاف أمر يخص مسألة التغطية الصحية.
مصادر مقربة من الملف، أكدت أن أحد العمال الذي كان في رحلة علاجية بالدار البيضاء سيكتشف عدم قيام الشركة بالتصريح به لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وهو ما زاد في حدة الاحتقان بين العمال والشركة التي ادعت وجود خلل إداري في مسألة التصريح لدى Cnss سيتم معالجته قريبا.
وفي تصعيد من العمال تجاه مسؤولي “ميكومار” طالبوا إلى جانب منحهم تسبيق عن أجرة شهر مارس الحالي، بإعادة الشركة لخصم تسعة أيام من مرتبهم والذي كانت قد اقتطعته بسبب الإضراب السابق لهم عن العمل، وهو الأمر الذي رفضه المدير العام للشركة جملة وتفصيلا، بعد قيام جماعة تطوان بتسجيل مخالفات مالية في حق الشركة لعدم التزامها ببنود دفتر التحملات وجمع النفايات.
تضيف المصادر، أن المدير العام لشركة “ميكومار” رمى مشكل النظافة بتطوان في ملعب السلطتين المنتخبة والمحلية ورفض الدخول في مفاوضات لحلحلة الملف بالاستجابة لمطالب العمال الذي يصرون على عدم استئناف العمل مالم يحصلوا على مستحقاتهم كاملة ومنها الاقتطاعات السابقة من أجرتهم.
وكشفت المصادر، أن من بين الاقتراحات التي وضعت على الطاولة لفك مشكل تراكم النفايات بأحياء وشوارع منطقة -الأزهر- بتطوان، هو الاستعانة بأشخاص من خارج الشركة مع تأمينهم أمنيا للقيام بحملة جمع النفايات بوسائل ومعدات الشركة، وهو أمر لم تتحمس له السلطات المفوضة لكونه سيزيد من حدة سيؤجج من غضب العمال الذين سيعتبرون المسألة تعدي على حقوقهم النقابية واستهدافا مباشرا لإضرابهم.
وتشير المصادر، أن استمرار تعنت جل الأطراف المتدخلة في الموضوع وإصرارها على مطالبها بعدم التنازل للطرف الآخر، قد يدخل المدينة في متاهة أزمة بيئية خانقة ستهدد لا محالة الأمن الصحي والبيئي للسكان خاصة وأن الروائح المنبعثة من عصارة النفايات بدأت تلتمس طريقها لأنوف المواطنين.
