سبق لي ان تطرقت في وقته لعملية التصعيد والتعنت، ورد الفعل السلبي الذي انتهجه رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ( الويفا ) للقضاء النهائي على مشروع السوبيرليغ. والكل يعرف اهم المراحل التي قطعها هذا الاشكال الشائك، الى ان تم تفكيك وإضعاف هذا المشروع ليتحول من 12 الى 3 : الريال والبرصا و يوفنتوس، والتي ظلت وفية لمبادئها ولمشروعها والتشبت به.
و هكذا تم التأكيد امس الثلاثاء 25 ماي 2021 فتح ملف المتابعة للريال والبرصا ويوفنتوس على خلفية احتمال إنتهاك الإطار القانوني بسبب السوبير ليغا ( Superliga ) ومشاركتها في المشروع المذكور .ليؤكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم انه بعد أسبوعين من العمل، تم التوصل إلى أن الأندية المذكورة تمكنت من تجاوز حدود القوانين المنظمة .
وقد تم الإعلان عن ذلك من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في البيان الموجز التالي : “بعد التحقيق الذي أجراه مفتشو الاتحاد الأوروبي للأخلاقيات والانضباط فيما يتعلق بما يسمى مشروع” الدوري الممتاز؛ تم فتح إجراءات تأديبية ضد نادي ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، لانتهاك محتمل للإطار القانوني للويفا. وسيتم توفير المزيد من المعلومات في الوقت المناسب“.
عملية التحقيق وصياغة التقارير والتشديد على فحوى الصيغة والتي اعتبرت تهديدا صريحا بالعقوبة، يمكن فهمها جيدا من خلال المراحل المتسلسلة التالية :
في 12 ماي تم تعيين المفتشين الذين كانوا سيجرون التحقيق الأول بشأن تورط الأندية الثلاثة، التي لا تزال في الدفاع عن الدوري الأوروبي الممتاز، ووفقًا لتقريرهم، فقد تقرر بدء الإجراءات التأديبية ضد ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس “لانتهاك محتمل للإطار القانوني للويفا”.
وأضاف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أيضًا أن “المزيد من المعلومات سيتم توفيرها في الوقت المناسب” ، وهي صيغة تبدو وكأنها تهديدا بالعقوبة. وهو الأمر الذي حذر منه رئيس الويفا نفسه في ردود أفعاله العامة، والغاضبة ضد الأندية الثلاثة التي لم تتخذ أي خطوة للعدول عن الدفاع عن الدوري الممتاز.
في نهاية أبريل ،حذر رئيس الإتحاد الأوروبي من أن الأندية الـ 12 المؤسسة للدوري الأوروبي الممتاز يجب أن “تتحمل عواقب ما فعلوه”، لكنه أوضح أن هناك “فرقًا واضحًا” بين أولئك الذين تراجعوا عن فكرتهم الأولية وريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، والذين يعتقدون أن “الأرض مسطحة وأن الدوري الممتاز لا يزال موجودًا “.
في 7 ماي، أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنه يرحب مرة أخرى بالأندية التي تراجعت خطوة إلى الوراء بعد دفع غرامة اجمالية قدرها 15 مليون يورو بينهم و 5٪ من الدخل المحقق العام المقبل في المسابقات الأوروبية.
في 16 ماي، بمناسبة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا للسيدات التي فاز بها نادي برشلونة، تمكن رئيس الويفا ورئيس برشلونة جوان لابورتا من التزامن الحضوري بعد اندلاع الصراع، لكن هذا اللقاء أكد التوتر المؤسساتي القائم ولم يكن فرصة لتبادل النقاش حول الاشكالية المفتعلة .
ويتضح جليا ان عملية التحقيق وجمع المعلومات قد تستمر لمدة شهر على الأقل، وبعد ذلك سيتم معرفة العقوبة التي ستُفرض على ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس. ومن المحتمل أن تصل أقسى عقوبة لطرد هذه الأندية الثلاثة من دوري أبطال أوروبا لموسم أو موسمين، بالإضافة إلى غرامة مالية كبيرة. في هذه الحالة، سيحتفظ الدوري الإسباني الليغا بأربعة مراكز في دوري أبطال أوروبا كما هو الحال حاليًا. وسيتم التأهل المباشر لريال سوسيداد وبيتيس والذان سيعوضان ريال مدريد وبرشلونة.
هذه الاجراءات ليست نهائية، لانه عند الإعلان عنها سيكون بإمكان الاندية المعنية،الدفاع عن حقوقها و ذلك باللجوء الى محكمة التحكيم الرياضية أو إلى المحاكم العادية كما فعل قاضي مدريد التجاري بالفعل، والذهاب إلى محكمة العدل للاتحاد الأوروبي. إجراءات قانونية ستعزز موقف الاندية الثلاثة في سابقة ستورط مسؤولي الشأن الرياضي بالأجهزة المؤسساتية والتقريرية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ( الويفا ) .
