Web Analytics
مقالات الرأي

الأستاذ محمد حداش يكتب.. فبلادي ظلموني

صرخوا بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عنا جميعا

هكذا صرخ أبناء الشعب في الملاعب بملء صوتهم، تعبيرا منهم عن سخطهم وعن رفضهم للسياسات العمومية ونتائجها المدمرة، وغزت شعاراتهم كل الدنيا، وأصبحت تردد على لسان القاصي والداني، وتبناهاعموم المواطنات والمواطنين في كل الجغرافيا.

صرخوا بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عنا جميعا، وأخذوا المبادرة متحملين كل المخاطر الممكنة ،ورغم ذلك لم نسمع عن أية محاكمة لهم أو لبعضهم.

وبنفس العمق والدلالات الرمزية وغير الرمزية، بالواضح كثيرا و بالمرموز أحيانا، صرخنا في ردحات المحاكم دفاعا عن القانون وعن المحاكمة العادلة ، واتسع صدر المحاكم وصدر الخصم الشريف لكل ما فهنا به وما كتبنا، ولم نسمع عن أية محاكمة لفرسان الكلمة الا ما نذر, وكان مآلها الفشل الدريع دائما بفضل الصمود و الاصرار وأيضا بفضل جودة الأحكام التي انتصرت للقانون وللحقوق روحهما الكونية ولم تنصت لصوت الأنا الشريرة وأمراض النفس الأمارة بالسوء، واستمر الصراع وفق ما سنه منطق التاريخ وناموسه، بالكثير من الهدوء الموزون و المقفى، وبالقليل من الجنوح والمنزلقات.
لكننا :
_ لم نعش و لم نسمع قط ، عن محاكمات للدفاع من طرف أهل الدار ، و من طرف من ارتدوا معنا نفس السواد أملا في بياض يملأ الدنيا هديرا و مجدا وبطولة ، بسبب آراء لم تبلغ في قساوتها ما عبرنا عنه ولا نزال في المحاكم، وفي حضرة القضاة والنيابة العامة، ومن يبلغون عنا وعن مرافعاتنا من مخابرات واستعلامات عامة وغيرهما.

_ و لم نعش و لم نشهد عقوبات قاسية، في حق محاميات ومحامون ، بسبب آرائهم و قناعاتهم و مواقفهم بخصوص الشأن المهني و حبهم الجنوني للرسالة الكونية الجامعة لكل الشعوب والأمم.

_ و لم نعش و لم نشهد رعبا وخوفا على مستقبلنا ومستقبل أطفالنا و عائلاتنا ، بسبب انتمائنا الصادق والواعي والإرادي لمهنة نعرف ويعرف القاصي والداني أنها وسيلة المواطنات والمواطنين لصيانة حقوقهم ومصالحهم ضد أكلة السحت والسماسرة و الأفاقين.

ولم نعش و لم نشهد قساوة و استهدافا لصوت رام و يروم تحصين المهنة / الرسالة ضد مؤامرة حيكت و لا تزال تحاك خيوطها على مستوى عال ، مؤامرة صيغت في شكل قانون للمهنة هو أقرب إلى الأسر و التحكم في بطنها و صوتها ومستقبلها منه إلى قانون يزعم مهندسوه أنه يحميها و يعزز موقعها، مؤامرة سكت عنها كبيرنا و بعض قادتنا، و صموا آدانهم عن ذلك وكأن فيها وقر.

ما جرى في مكناس و وجدة ، أمر سيذكره التاريخ للأجيال القادمة ، إعدام و هدر للكرامة و للكلمة الحرة المنفلتة بوعي و إدراك من قبضة جماعة حراس المعبد، الكلمة الممانعة للظلم و المقاومة للانخراط في لعبة لانقضاض على حنجرة و لسان فرسان العدالة ، العدالة التي لم يتسع صدركم لها و اتسع لها صدر القضاء و النيابة العامة.

لستم منا و لسنا منكم ، نحن في ضفتين متعارضتين و لو جمعتنا للأسف مهنة واحدة و عشنا و نعيش تحت سقف واحد.

ما عبر عنه الزملاء نتبناه و يخصنا و نحن معنيون به، وبيننا و بينكم التاريخ، ناموا أن استطعتم ذالك بعد أحكام الإعدام التي نطقتم بها، وقبلوا جبين أطفالكم غدا صباحا وهم يغادرون إلى المدرسة أن تمكنتم من ذلك، وأنتم تعرفون أن أطفالا آخرون جردتموهم من قبلة الصباح وفطور يليق بهم رفقة زملائم. قبلوا زيجاتكم واحضوهن بفرح زائف وأنتم تعلمون أن بأحكامكم قد سرقتم الفرحة من صدور أسر زملائكم.

لن نغفر لكم صنيعكم، و سنقاومكم بكل ما أوتينا من قوة، في إطار القانون، سنفضح أحكامكم و خلفياتها، و سندافع عن زملائنا وعن شرف المهنة.

فزملاؤنا أشراف، لم يسرقوا ودائع و لم يخونوا أمانات، ولا قدموا رشاوى ولا نصبوا فخاخا أمام المستشفيات ومفوضيات الشرطة ، ولا استفادوا من ملفات مشبوهة ، ولا استغلوا صفتهم وعلاقاتهم للاستفادة من قضايا الجماعات الترابية وقضايا المؤسسات العمومية ، وقضايا الدولة …..الخ.

احتفلوا بصنيعكم كما تشاؤون ، واشربوا نخب انتصاركم الزائف كما تحبون ، وارقصوا على جراحنا بالايقاع الذي ترتضون، لكنكم لن تهزمونا ولن تنالوا من إرادتنا وعزمنا، سنخرج لكم من تحت الرماد ومن حيث لا تحتسبون أنتم وكبيركم.

عاشت المهنة / الرسالة الأممية، هاته أعناقنا فهاتوا مقاصلكم.

الموت و لا المذلة.

اظهر المزيد

Chamal Post

شمال بوست (Chamal Post | CP) موقع قانونيّ مسجّل تحت رقم 2017/06 جريدة بشعبة الحرّيّات العامّة بالنّيابة العامّة للمحكمة الابتدائيّة بطنجة بظهير شريف رقم 122.16.1 / قانون 88.13 المتعلّق بالصّحافة والنّشر 2013-2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى