أجلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بتطوان المرافعات في قضية التزوير التي يتابع فيها رجل الأعمال “م.ن.ك” والموثق “ع.ص” ورئيس الجماعة الترابية لمرتيل السيد “مراد امنيول”، إلى يوم الثلاثاء القادم، بطلب من دفاع المتهمين وموافقة النيابة العامة ومحاميي المطالب بالحق المدني رئيس جماعة بني جميل السيد “مسعود عقا“.
البوسنة اعترف أنه كاذب وضلّل العدالة بشهادة الزور
وكانت جلسة المناقشة والإستماع إلى الشهود التي استمرت لأكثر من 16 ساعة، وسط متابعة إعلامية، قد عرفت مفاجآت خطيرة، بعد الكشف عن حقائق جديدة في الملف، خاصة بعد عرض مكالمات هاتفية بين الشاهد الرئيسي في الملف “م.ح” الملقب بالبوسنة ورئيس جماعة بني جميل “عقا” ونائبه بالجماعة “العرفي” وهم يتفقون على تضليل العدالة والإدلاء بشهادة كاذبة لتغيير حقيقة مبالغ مالية مضمنة في عقدين تم توقيعهما في مكتب الموثق المتابع أيضا في الملف، وذلك مقابل حصول الشاهد على تعويض مالي شهري وسيارة رهن اشارته اضافة أشياء أخرى، وهو الأمر الذي اعترف به الشاهد أمام المحكمة ولم ينفي صحته.
كما عرفت جلسة الاستماع وقوع عدد من شهود الاثبات الذين اعتمد عليهم المطالب بالحق المدني في التناقض بين ما صرحوا به لدى قاضي التحقيق والفرقة الوطنية وما صرحوا به أمام قاضي الجلسة، الشيء الذي أظهر لمن حضر الجلسة مستوى الهشاشة في بناء تهم هذه القضية التي تعرف متابعة كبيرة من طرف الرأي العام المحلي والوطني.
ورغم الاعترافات الخطيرة التي كشف عنها الشاهد الرئيسي الملقب بالبوسنة والتي أكدتها تسجيلات المكالمات الصوتية بينه وبين المطالب بالحق المدني “مسعود عقا” من جهة، وبينه وبين نائب رئيس جماعة بني جميل “العرفي” من جهة أخرى، إلا أن النيابة العامة لم تحرك بعد أي متابعة في حقه أو في حق باقي الشهود الذين ظهر التناقض في شهادتهم التي لم تكن منسجمة وأظهرت محاولة البعض تزوير الحقيقة، الشيء الذي آثار استغراب الرأي العام !!.
امنيول يؤكد دس الوثيقة المزورة له دون أن يلاحظ ذلك
من جانب آخر أكد أغلب الشهود الموظفين في بلدية مرتيل أنه جرت العادة أن كل نواب رئيس الجماعة بالمدينة يوقعون على وثائق المصادقة على الامضاء فيها حتى وإن لم يكن مفوض لهم بذلك، نظرا لخصوصية المدينة الصغيرة مرتيل التي تعرف اكتضاضا كبيرا على مصلحة المصادقة على الامضاء خاصة خلال الصيف وفي فترات الدخول الجامعي، مما يضطر الموظفين الى الاستعانة بكل نواب الرئيس في الامضاء حتى لا يتعرقل ذلك المرفق وتتم خدمة المرتفقين وحماية مصالحهم.
وجاءت تلك الشهادات لتؤكد صدقية ما يقوله رئيس جماعة مرتيل “مراد امنيول” أنه بالفعل سبق ووقع العشرات من الوثائق التي لم يسعفه الوقت للاطلاع على مضمونها، وأنه تم دس الوثيقة المزورة له دون أن يلاحظ ذلك.
وينتظر أن تعرف جلسات المرافعة يوم الثلاثاء من الاسبوع القادم مفاجآت جديدة قد تكشف عنها هيئة الدفاع عن المتهمين التي ظهر عليها علامات الغضب بعد السماح لشاهد زور بالصوت والصورة والاعتراف… بمغادرة قاعة المحكمة دون أي إجراء في حقه انتصارا للعدالة والقانون.
